وقوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} قال ابن عباس: تعلم ما في غيبي، ولا أعلم ما في غيبك (?).
وقال عبد العزيز بن يحيى (?): تعلم سري ولا أعلم سرك؛ لأن السر من صفة الأنفس (?).
وقال أهل المعاني: تعلم ما أخفي ولا أعلم ما تخفي، إلا أنه ذكرت النفس على مزواجة الكلام، لأن ما تخفيه كأنه إخفاء في النفس، وهذا شرح قول ابن عباس وعبد العزيز، لأن ما يخفيه الإنسان يكون في نفسه كالسر الذي يكتمه فقال عيسى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي} أي: ما أخفيه من سري وغيبي أي: ما غاب ولم أظهره {وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} أي: ما تخفيه أنت ولم تطلعنا عليه، فلما كان سر عيسى يخفيه في نفسه، جعل أيضًا سر الله مما يخفيه الله تعالى في نفسه؛ ليزدوج الكلام ويحسن النظم. هذا طريق في شرح هذا اللفظ.
وقال الزجاج: النفس في اللغة: تقع عبارة عن حقيقة الشيء، فمعنى {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي} أي: تعلم ما أضمر {وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} أي: لا أعلم ما في حقيقتك وما عندك علمه، والتأويل أنك تعلم ما أعلم، ولا أعلم ما تعلم، ويدل على هذا قوله: {إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}، قال: وهذا راجع إلى توكيد أن الغيب لا يعلمه إلا الله (?).
وروى ثعلب عن أبي الأعرابي في معاني النفس في اللغة: أن النفس