وقوله تعالى: {وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ}. قال ابن عباس: يريد عن قتلك (?).
وقوله تعالى: {فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [المائدة: 110]، وقرأ حمزة والكسائي. (ساحر) بالألف (?)، فمن قرأ {سِحْرٌ} جعله إشارة إلى ما جاء به، كأنه قال: ما هذا الذي جئت به إلا سحر، ومن قرأ: (إلا ساحر) أشار إلى الشخص لا إلى الحدث الذي أتى به، وكلاهما حسن لاستواء كل واحد منهما في أن ذكره قد تقدم (?)، غير أن الاختيار {سِحْرٌ} لجواز وقوعه على الحدث والشخص، أما وقوعه على الحدث فسهل كثير، ووقوعه على الشخص تريد به: ذو سحر، كما جاء: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ} [البقرة: 177] أي: ذا البر، وقالوا: إنما أنت سيرٌ وما أنت إلا سيرٌ، وإنما هي إقبال وإدبار، فيجوز أن يريد بسحر ذا سحر، ولا يجوز أن تريد بساحر السحر. وقد جاء فاعل يراد به المصدر في حروف ليست بالكثير، نحو: عائذ بالله من شره، أي: عياذًا، ونحو العافية (?)، ولم تصر هذه الحروف من الكثرة بحيث يسوغ القياس عليها (?).
111 - قوله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ} قد ذكرنا طرفًا من معاني الوحي والإيحاء في قوله: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [النساء: 163]، وقال