التفسير البسيط (صفحة 4250)

الابن توكيداً له (?)، وكل ما كان مثل هذا جاز فيه الوجهان، نحو: يا زيدُ ابن عمروٍ، ويا زيدَ بن عمروٍ، وأنشد النحويون:

يا حَكمُ بنُ المنذرِ بن الجارودُ

برفع الأول ونصبه على ما بينا، وقوله تعالى: {نِعْمَتِي عَلَيْكَ} أراد الجمع كقوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ} [النحل: 18، إبراهيم: 34]، وإنما جاز ذلك لأنه مضاف فصلح للجنس، ثم فسر نعمته عليه بقوله: {إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} إلى آخر الآية.

وقوله تعالى: {وَعَلَى وَالِدَتِكَ}، قال ابن عباس: يريد إذ أنبتها نباتًا حسنًا وطهرتها واصطفيتها على نساء العالمين، وكان يأتيها رزقها من عندي وهي في محرابها (?).

وقوله تعالى: {إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} مضى تفسيره في سورة البقرة عند قوله تعالى: {وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة: 87]. وقوله تعالى: {تُكَلِّمُ النَّاسَ في الْمَهْدِ} (تكلم) في موضع الحال، أي: أيدتك به مكلما الناس في المهد، قاله الزجاج (?).

وقوله تعالى: {وَكَهْلًا} عطف على موضع (تكلم)، كأن المعنى: وأيدتك به مخاطبًا الناس في صغرك ومخاطبًا الناس كهلًا (?). وجائز أن يكون عطفًا على موضع {الْمَهْدِ} فيكون المعنى: وأيدتك به مكلمًا الناس صغيرًا وكهلًا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015