التفسير البسيط (صفحة 4179)

قال الزجاج: ويحتمل التبعيض أن ينصرف إلى صيد الإحرام دون صيد الإحلال، فكان ذلك بعض الصيد، وجائز أن يكون قوله: {بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ} للتجنيس، فتكون (من) ههنا تُبيِّن جنسًا من الأجناس، كما تقول: لأمتحنَنَّك بشيء من الوَرِق، أي بالجنس الذي هو وَرِق، ومن هذا قوله تعالى: {الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج: 30]، والأوثان كلها رجس، والمعنى: اجتنبوا الرجس الذي هو وثن (?)، وأراد بالصيد المفعول بدليل قوله تعالى: {تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ} والصيد إذا كان بمعنى المصدر يكون حدثًا، وإنما يوصف بنيل اليد والرماح ما يكون عينًا، والذي تناله الأيدي من الصيد الفراخ والبيض وصغار الوحش، والذي تناله الرماح الكبار، وهذا قول ابن عباس والكلبي ومجاهد (?) والفراء (?) والزجاج (?).

وقوله تعالى: {لِيَعْلَمَ اللَّهُ}، قال المفسرون: ليرى الله (?)، وقد مضى بيان ذلك في قوله تعالى: {إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ} [البقرة: 143].

وقوله تعالى: {مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ}، قال الكلبي: أي من يخاف الله ولم يره (?)، والجار في محل النصب بالحال، والمعنى: من يخافه غائبًا عن رؤية الله تعالى، ومثل هذا قوله تعالى: {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} [ق: 33]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015