التفسير البسيط (صفحة 4133)

فهي رسالة، فحسن لفظ الجمع (?)، ومن أفرد قال: القرآن كله رسالة واحدة، وأيضًا فإن لفظ الواحد قد يدل على الكثرة وإن لم يجمع كقوله تعالى: {وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} [الفرقان: 14] فوقع الاسم الواحد على الجمع كما يقع على الواحد، فكذلك الرسالة (?).

وقوله تعالى: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}، أي: يمنعك أن ينالوك بسوء من قتل أو أسر أو قهر (?)، وقالت عائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحرس حتى نزلت هذه الآية: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} وكان سعدٌ وحذيفة يحرسانه، فأخرج رسول الله رأسه من قبة أدم وقال: "انصرفوا أيها الناس فقد عصمني الله" (?).

وقال الزجاج في قوله: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}: أي يحول بينهم وبين أن يصيبك منهم مكروه (?)، فإن قيل: أليس قد شج جبينه وكسرت رباعيته؟، قلنا: كان هذا قبل نزول الآية؛ لأن هذه السورة من آخر القرآن نزولا، أو نقول: المراد بالعصمة: أن يعصمه من قتله وأسره على ما ذكرنا أولاً (?).

وقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 67]، قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015