التفسير البسيط (صفحة 4118)

لفلان عندي يد أشكره عليها، أي نعمة، قال عدي بن زيد (?):

ولن أذكُرَ النعمان إلا بصالحٍ ... فإن لهُ عِندي يَدِيًّا وأنعُما (?)

جمع يدًا على: يديٍّ، كالكلِيْبِ والعبيد. فقوله: (يَدِيًّا وأنعُمًا) اليدي هي الأنعم في المعنى، وحسن التكرير لاختلاف اللفظين، كقوله:

أقوى وأفْقَرَ بعدَ أُمِّ الهَيْثَمِ (?)

ويستعمل اليد للقوة (?) وتُعنَى بها، قال الله تعالى: {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} [ص: 45] فسروه: ذوي القوى والعقول (?)، وعلى هذا ما أنشده الأصمعي للغنوي:

اعمِد لما تعلُو فما لَكَ بالذي ... لا تستطيعُ من الأمورِ يَدَانِ (?)

يريد ليس لك به قوة، ألا ترى أنه لا مذهب للجارحة ولا للنعمة هنا، وعلى هذا ما ذكره سيبويه من قولهم: (لا يدينِ بها لك)، ومعنى هذه التثنية: المبالغة في نفي الاقتدار والقوة على الشيء، وليس المراد بالتثنية الاثنين الناقص عن الثلاثة، إنما هو الكثرة، ويستعمل بمعنى الملك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015