وقال الشافعي -رضي الله عنه-: يسقط عنه بتوبته قبل القدرة عليه حد الله، ولا يسقط به حقوق بني آدم ما كان قصاصًا، أو مظلمة في المال (?).
وأما إذا تاب بعد القدرة عليه، فظاهر الآية أن التوبة لا تنفعه وتقام الحدود عليه. قال الشافعي: ويحتمل أن يسقط كل حد لله بالتوبة (?).
وإنما قال ذلك لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد رجم ماعز (?): "هلا رددتموه إلي لعله يتوب" (?).
35 - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}.
معنى {اتَّقُوا اللَّهَ} أينما ذكر: اتقوا عقابه بالطاعة؛ لأن أصل الإتقاء في اللغة الحجز بين الشيئين -قد ذكرناه قديمًا- (?)، يقال: أتقي السيف بالترس، وأتقي الغريم بحقه.
وقوله تعالى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}.
الوسيلة فعيلة من: وسل إليه، إذا تقرب إليه (?)، قال لبيد: