التفسير البسيط (صفحة 4008)

32

وذكرنا زيادة بيان في قوله: {يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ} [هود: 72].

وقوله تعالى: {فَأُوَارِيَ}، عطف على: {أَنْ أَكُونَ}. وقوله تعالى: {فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة: 31].

حقيقة معنى الندم أنه وضع للزوم، ومنه سمي النديم نديمًا لأنه يلازم المجلس، ويقوي هذا قولهم: نادم سادم، والسدم اللهج بالشيء، يقال: سدم به، إذا أغري به ولزمه، ويقال (?) لمن اهتم بالشيء الفائت: نادم سادم؛ لأن هذا الهّم ألزم للقلب من الهّم لأجل الشيء الحادث؛ لأن هذا يزول بزوال ما حدث، والفائت لا سبيل إلى رده (?).

قال كثير من المفسرين: {مِنَ النَّادِمِينَ} على حمله والتطواف به (?).

وقال آخرون: {مِنَ النَّادِمِينَ} على ذوات أخيه؛ لأنه لم ينتفع بقتل أخيه، وسخط عليه بسببه أبواه وإخوته، فندم لأجل ذلك، لا لأجل أنه جنى واقترف ذنبًا بقتله، فلم يكن ندمه على الوجه الذي يكون ندم التربة (?).

32 - قوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا} الآية.

الأجل في اللغة: الجناية، يقال: أجَلَ عليهم شرًّا بأجله أجْلًا، إذا جنى عليهم جناية. ذكره ابن السكيت (?)، وأبو عبيدة (?)، والزجاج (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015