يكون منصوبًا على المدح، قال: لأنه لا ينصب الممدوح إلا عند تمام الكلام، ولم يتم الكلام ههنا، ألا ترى أنك حين قلت {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ} كأنك تنتظر الخبر، وخبره في قوله: {أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا}.
وقول البصريين في هذا هو الصحيح الظاهر (?)، وقوله: إن الكلام لم يتم، إذ الخبر قوله: {أُولَئِكَ} لا يصح، لأن الخبر إنما هو: {يُؤْمِنُونَ} مع أنه قد يجوز الاعتراض بالمدح بين الاسم والخبر، كما يجوز الاعتراض بالقسم، لأنه في تقدير جملة تامة.
قال الفراء: والعرب إذا تطاولت الصفة جعلوا الكلام في الناقص والتام واحد (?).
وذهب قطرب إلى أن المعنى: وما أنزل من قبلك ومن قبل المقيمين (?). وهذا القول في الفساد كقول أبي زيد.
163 - قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ} الآية.
قال ابن عباس: إن جماعة من اليهود قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما أوحى الله إليك ولا إلى أحد بعد موسى، فكذبهم الله تعالى وأنزل: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} (?).
قال أبو عبيد عن الكسائي: وحي إليه الكلام يحي به وحيًا، وأوحى إليه، وهو أن يكلمه بكلام يُخفيه من غيره (?).