والطاغوت ذو الطغيان على جهة المبالغة في الصفة. ومضى الكلام فيه.
وقوله تعالى: {وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} قال ابن عباس: أمروا أن لا يوالوا غير أهل دينهم (?). {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} قال: يريد ضلالًا لا يرجعون عنه إلى محبة الله أبدًا، وهو النفاق (?).
وجملة معنى الآية تعجيب النبي - صلى الله عليه وسلم - من جهل من يعدل عن حكم الله إلى حكم الطاغوت، مع زعمه بأنه يؤمن بالله ورسوله وما أنزل إليه، تفحيشًا لفعله، وتحذيرًا من مثل حاله.
61 - وقوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} قال ابن عباس: يريد في القرآن من الحكم (?).
وقوله تعالى: {يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا}. أي يعرضون عنك إلى غيرك.
وذكر المصدر للتأكيد وبيان وقوع الصدود على الحقيقة، كما قال: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] أي ليس ذلك على بيان كالكلام، بل كلمه في الحقيقة (?).
قال أهل العلم: وإنما صد المنافقون عن حكم رسول الله، لأنهم