وقوله تعالى: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} دخلت الفاء في (أولئك)؛ لأنه جواب الشرط؛ وإنما تدخل (?) الفاءُ في جواب الشرط؛ لأن الثاني يجب بوجود الأول بلا فصل؛ كقولك: (إنْ تأتِنِي فَلَكَ درهمٌ)، فوجوب الدرهم، بالإتيان عقيبَه بلا فصل؛ فلذلك جاء بالفاء.
و {أُولَئِكَ}: ابتداء؛ و (?) {هُمُ}: ابتداءً ثانٍ، و {الْفَاسِقُونَ}: خبره، و {هُمُ} (?) مع خبره: خَبَرُ {أُولَئِكَ}، ويصلح أن يكون {أُولَئِكَ}: ابتداء؛ و {الْفَاسِقُونَ}: خبرَهُ، و {هُمُ}: عِمَاد وفَصْلٌ؛ لا موضع له. ومعنى (الفاسقين) ههنا؛ أي: الذين خرجوا عن القصد، وعن جملة الإيمان. قاله الزجاج (?).
83 - قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} دخلت الفاءُ في {أَفَغَيْرَ} لأنه عطف جملة على جملة (?)، وكذلك (?) لو قيل: (أَوَغَير)، إلّا أَنَّ الفَاءَ تُرتِّبُ (?)؛ كأنه قيل: أَبَعد أَخْذِ الميثاق، غَيرَ دينِ الله يبغون؟.
واختلفوا في الياءِ والتّاءِ، من قوله: {تَبغُون}:
فمن قرأ بالتاء (?)؛ فلأن ما قبله خطاب؛ كقوله: {أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ}.