التفسير البسيط (صفحة 2793)

فإن قيل: ميثاق الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وسائر الرسل، مأخوذ على جميع النبيين ما (?) أوتوا الكتاب، وانما أوتي (?) بعضهم؟.

قيل: هذا على التغليب؛ فالذكر ذكر الأنبياء الذين أوتوا الكتاب، والمراد: هم، وغيرهم ممن لم يُؤتَ الكتاب، ودخلوا في جملتهم؛ لأنهم بمنزلة من أوتى الكتاب بما أوتوا من الحُكْم والنبوة، وأيضًا فإن الذين لم ينزل عليهم الكتاب أمروا بأن يأخذوا بكتاب نَبِيٍّ (?) قبلهم، ورُزِقوا علمَ ذلك الكتاب، فدخلوا تحت صفةِ أبناء الكتاب.

وقرأ (?) نافع: {آتَيْنَاكُم} (?)، وحجته قوله: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [الإسراء:55]، {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: 12]، {وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ} [الصافات: 117].

ومن قرأ: {آتَيْتُكُم}، فحجته قوله: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [الحديد: 9]، و {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} [آل عمران: 3]، و {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} [الكهف: 1].

والقراءة الأولى: أشبه بكلام البلغاء والملوك، ومن الفصاحة تغيير العبارة عن الواحد إلى الجمع، وعن الجمع إلى الواحد، كقوله: {وَجَعَلْنَاهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015