والوجه الثاني: أن {بَلَى} ابتداء كلامٍ، أتى به بيانا [وتصديقًا لما بعده] (?)، وهي (?) كلمة مصححة لحب اللهِ عز وجل، من اتَّقاهُ وعبدَه وخاف عقابه. وعلى هذا الوجه لا يحسن الوقف على {بَلَى}.
وقوله تعالى: {مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ}. مضى الكلام في معنى (الوفاء)، و (العهد) (?).
قال المفسرون: أي: بما (?) عهد (?) اللهُ إليه في التوراة، مِنَ الإيمان بمحمد، والقرآن، وأداء الأمانةِ (?).
والهاء (?) في (عهده)، تعود على اسم الله، في قوله: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}. ويجوز أن تعود على {مِّن} لأن العهد مصدر يضاف إلى الفاعل وإلى المفعول (?).
وقوله تعالى: {وَاَتَّقَى} أي: الكفر (?)، والخيانة، ونقض العهد. {فَإِنَ اَللَّهَ يُحِبُّ اَلمُتَّقِينَ}. يريد: مَن كانت هذه صفته.