التفسير البسيط (صفحة 1792)

وقال الفراء: ظن أن القرآن سمي من القرائن، وذلك أن الآيات يصدق بعضها بعضًا، ويشبه بعضها بعضًا، فهي قرائن، فمذهب هؤلاء أنه غير مهموز (?).

وأما الذين همزوا اختلفوا، فقالت طائفة: إنه مصدر القراءة.

قال أبو الحسن اللحياني (?) (?): يقال: قرأت القرآن، فأنا أقرأه قَرْأً (?) وقراءةً وقرآنًا، وهو الاسم، قوله: وهو الاسم يعني: أن القرآن يكون مصدرًا لقرأت، ويكون اسمًا لكتاب الله، ومثل القرآن من المصادر: الرُّجْحَان والنُّقْصَان والخُسْران والغُفْران (?)، قال ابن مقبل (?):

يُقَطِّعُ اللَّيلَ تسبيحًا وقرآنًا (?)

أي: قراءة، هذا هو الأصل، ثم المقروء، ويسمي قرآنًا لأن المفعول يسمى بالمصدر، كما قالوا للمشروب: شراب، وللمكتوب: كتاب، واشتهر هذا الاسم في المقروء حتى إذا طرق الأسماع سبق إلى القلوب أنه المقرُوء، ولهذا لا يجوز أن يقال: القرآن مخلوق مع كون القراءة مخلوقةً؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015