وقال أبو علي الفارسي: من نصب {عَالِيَهُمْ} احتمل النصب أمرين: أحدهما: أن يكون حالاً، والعامل فيه أحد شيئين: إما: (لَقَّاهُمْ) من قوله: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً}، وإما {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا}، ومثل قوله: {عَالِيهُم} في كونه حالًا قوله: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا}، و {ثِيَابُ سُنْدُسٍ} مرتفعة باسم الفاعل قال: وقد أجيز أن يكون ظرفًا؛ لأنه لما كان (عالِ) بمعنى فوق (?) أجري مجراه في هذا، وهذا الوجه أبين، وهو أن (عال) صفة جُعل ظرفًا، كما كان قوله: {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} (?) كذلك، وكما قالوا: هو ناحيةً من الدار.
ومن قرأ: (عَالِيهِم) فأسكن الياء (?) في موضع رفع الابتداء، و {ثِيَابُ سُنْدُسٍ} خبره، ويكون اسمه في وضع الجماعة، كما أن الخبر جماعة، وفاعل قد يراد (به) (?) الكثرة كما قال:
ألا إنَّ جيراني العشيّةَ رائِح ... دَعَتْهُم دواع من هوًى ومنادِحُ (?)
وفي التنزيل: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ} [المؤمنون: 67]، {وقطع دابر القوم} (?) كأنه أفرد حيث جعل بمنزلة المصدر، وقد قالوا: الجامِل