ثم قال: (قوله تعالى) (?): {نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}
قال مقاتل: فجعلناه بعد النطفة سميعًا بصيرًا لنبتليه بالعمل (?).
وقال الفراء: المعنى: جعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه، فهي مقدمة معناها التأخير، المعنى: خلقناه، وجعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه (?). (ونحو هذا قال الزجاج (?)، وابن قتيبة (?) (?).
وقال آخرون: (نبتليه) متصل المعنى بما قبله، كأنه قيل: خلقناه من نطفة أمشاج لنبتليه، لنختبره في الاعتبار بهذه الأحوال في خلقه، فيكون (نبتليه) في موضع الحال، أي خلقناه مبتلين إياه (?).
ثم ذكر أنه أعطاه ما يصح معه الابتلاء، وهو السمع والبصر، فقال: فجعلناه سميعًا بصيرًا. (وهذا قول صاحب النظم) (?) (?).