التفسير البسيط (صفحة 12508)

{لَا تُحَرك بِهِ لِسَانَكَ}، إنا سنحفظه عليك. وهذا في المعنى مثل قوله: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} [طه: 114]، وليس المراد بقوله: {جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} القرآن الذي هو اسم التنزيل، وإنما أضمر [في قوله: {لَا تُحَرِك بِهِ لِسَانَكَ}، وإن لم يجر له ذكر لدلالة الحال عليه، كما أضمر] (?) في قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (?)} [القدر: 1]، وإن كان أول سورة، ولم يجر له ذكر، وإذا كان الذكر المضاف إليه المصدر في قوله: (وقرآنه) راجعًا إلى التنزيل ثبت أن المصدر ليس عبارة عنه؛ لأن الشيء لا يضاف إلى نفسه، ألا ترى أنك لا تقول: رجلُ زيدٍ، وأنت تعني بـ: (رجل) زيدًا (?) نفسه، وإنما أضيف المصدر إلى المفعول هاهنا: المعنى: جمعنا إياه، وقراءتنا إياه. وكذلك التقدير في قوله: {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}، ومجاز الآية على قول أبي عبيدة: جمعه وتأليف بعضه إلى بعض (?)، من قوله: (ما قرأت هذه الناقة سلا قط، أي (?) إني لم تضم، ولم تجمع. وبيت عمرو بن كلثوم:

لم تَقْرَأ جَنِينا (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015