قال صاحب النظم: قوله: {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} ليس بعلة لصرف الفيئ عنهم، وإنما هو تعزية لهم عما صرف عنهم لئلا يأسفوا عليه بما أعلمهم أنهم لم ينفقوا فيه شيئًا, ولا لزمهم نصب ولا تعب كما يكون في الوقائع.
ثم وكد ذلك بقول {وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} فكان في ذلك زيادة شرح لإحراز جميع الفيئ لرسوله دون أصحابه (?).
قال المفسرون: فجعل الله أموال بني النضير لرسوله -صلى الله عليه وسلم- خاصة يفعل فيها ما يشاء، فقسمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين ولم يعط الأنصار منها شيئًا إلا ثلاثة نفر كانت بهم حاجة وهم أبو دجانة (?)، وسهل بن حنيف (?)، والحرث (?) بن الصمة (?).