كأنها الجبال، وقال الكلبي: شبهها بالجبال إذا رفع شروعها. (?)
وقال مجاهد: ما رفع قِلْعُه من السفن فهي منشأة، وما لم يرفع قِلْعُها فليست منشأة (?)، واختار أبو عبيد فتح الشين وقال إن تفسيرهما التي رُفِع قلعها (?)، قال الزجاج: المنشآت المرفوعات الشُّرُع (?)، وهذا القول تفسير ثالث للمنشآت سوى الذين ذكرناهما.
26 - قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا} أي على الأرض، وقد سبق ذكرها في قوله {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا}، والمعنى أن كل من دب ودرج على أرض من حيوان فهو (فانٍ) هالك، قال الكلبي ومقاتل: لما نزلت هذه الآية قالت الملائكة: هلك أهل الأرض، فلما نزل {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] أيقنت الملائكة بالهلاك (?).
قال الشعبي: إذا قرأت {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} فلا تسكت حتى تقول: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (?).
وذكر أهل المعاني في الوجه هاهنا قولين: أحدهما: أن المعنى ويبقى ربك الظاهر بأدلته كظهور الإنسان بوجهه، فالوجه على هذا عبارة عن الظهور.