خالفنا ننتصر ممن عادانا فيدلون بقوة واجتماع عليك، ووحد المنتصر بلفظ الجميع، وهو واحد في اللفظ وإن كان اسماً للجماعة كالرهط والجيش.
45 - قال الله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} يعني جمع كفار مكة {وَيُوَلُّونَ الدُّبُر} أي ينهزمون فيولونكم أدبارهم في الهزيمة، والمراد بالدبر الإدبار، وهي من اسم الجنس الذي يؤدي عن الجميع كالدرهم والدينار، قال الفراء (?).
قال أبو إسحاق: أعلم الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- أنه يظهره عليهم وجاعل كلمته العليا، فكانت هذه الهزيمة يوم بدر (?).
قال المفسرون: ضرب أبو جهل فرسه يوم بدر فتقدم في الصف وهو يقول: نحن اليوم جميع منتصر من عدونا. والنبي -صلى الله عليه وسلم- يثب في درعه ويقول {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} فما كان بأسرع من أن قتل ابن مسعود أبا جهل بسيف أبي جهل، وولوا منهزمين (?).
وقال عمر -رضي الله عنه-: لما نزلت هذه الآية جعلت أقول: أي جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر عرفت أنه هو (?).