التفسير البسيط (صفحة 11364)

30

ينقص, لأني أعلم كيف ضلوا وكيف أضللتموهم (?). وهذا القول كأنه أظهر؛ لأنه قال (القول لديّ) ولم يقل (قولي) (?). وهذا كما يقال: لا تكذب عندي. ولو قال قائل: لا يغير القول لديّ، فهم من كلامه أنه يقول: لا يكذب عندي بل يؤدي القول عندي على وجهه.

30 - قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ} قال أبو إسحاق: نصب {يَوْمَ} على وجهين:

على معنى: ما يبدل القول لديّ في ذلك اليوم.

وعلى معنى: أنذرهم يوم نقول، كما قال: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} (?).

وقرأ نافع: (يقول) بالياء على معنى: يقول الله. وقراءة العامة (?) أشبه بما قبله من قوله: {وَقَدْ قَدَّمْتُ} وقوله: {وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} والنون في المعنى مثل: أقول، فهو أشبه بما قبله (?).

وقوله: {هَلِ امْتَلَأْتِ} قال جماعة علماء التأويل (?): الله تعالى عالم هل امتلأت أم لا، وسؤالها عن امتلائها توبيخ لمن أُدْخِلها، ودلالة على صدق قوله: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ} أراها الله تعالى تصديق قوله: {لَأَمْلَأَنَّ} فلما امتلأت قال لها: {هَلِ امْتَلَأْتِ}، قال أبو إسحاق: ووجه مخاطبتها جعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015