وقال أبو عبيدة في قوله: (بين أخويكم): معنى الآيتين يأتي على الجميع إنما تأويله: على كل أخوين (?).
وفي قوله: {بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} دليل على أن صفة البغي لا تزيل اسم الإيمان؛ لأن الله تعالى أثبت الأخوة بين المؤمنين بقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ثم سَمَّى الباغي والعادل أخوين فقال: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} وجعلهما أخوين للمؤمنين، فالباغي أخو المؤمنين كما أن العادل أخوهم، ونحو هذا قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فيهم لما سأله الحارث (?) الأعور عن أهل الجمل وصفين (?) فقال: أمشركون هم؟ قال: لا، من الشرك فروا (?). فقال: أهم منافقون؟. قال: لا، إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً. قال: فما حالهم؟ قال: إخواننا بغوا علينا (?).