الأسماء من فَعِلَ يفعل على فَعَل كالوجل والفزع، وربما يأتي عليها نحو: صدٍ صاد، وكذلك عبد وعابد.
وذهب قوم إلى أن (إن) بمعنى: (ما)، و (العابدين) من العبادة وهو قول الكلبي (?) ومقاتل، والمعنى: ما كان للرحمن ولد (?) فأنا أول العابدين، يعني: أول الموحدين من أهل مكة، واختاره ابن الأنباري فقال: معناه: ما كان للرحمن ولد، والوقف على الولد، ثم تبدأ فتقول: فأنا أول العابدين له، على أنه لا ولد له (?)، والوقف على العابدين تام. وهذا قول الحسن وقتادة (?).
وفي الآية قول آخر ذكره السدي فقال: قال الله تعالى لمحمد -صلى الله عليه وسلم-: قل لهم إن كان للرحمن ولد كما تقولون، لكنت أول من يعبده ويطيعه (?)، أي: إن كان له ولد فأنا أول من عبده بأن له ولدا, ولكن لا ولد له، ومعنى هذا القول: لو كان له ولد لعبدته، كما تقول: لو دعت الحكمة إلى عبادة غير الله لعبدته ولكنها لا تدعو إلى عبادة غيره، كما تقول: لو دل الدليل لقبلت به، ولكنه لا يدل، فهذا تحقيق لنفي الولد.
وقول آخر في الآية يروى عن ابن عيينة أنه سئل عن هذه الآية فقال: يقول فكما أني لست أول من عبد الله، فكذلك ليس لله ولد (?)،