وقال أبو إسحاق: قال سيبويه والخليل: عطف {أَنَا} بأم على {أَفَلَا تُبْصِرُونَ} كأنه قال: أفلا تبصرون أم تبصرون، قال: لأنهم إذا قالوا له: أنت خير منه، فقد صاروا عنده بصراء، فكأنه قال: أفلا تبصرون أم أنتم بصراء (?)، وهذا فيه بعض الغموض، ولا يقف عليه إلا من تأمل وتفكر.
وذكر صاحب النظم وجهًا حسنًا وهو: أن يكون تمام الكلام عند قولى: أم، وقوله: (أنا خير) فصل آخر مبتدأ، على تأويل: أفلا تبصرون أم تبصرون، فكيف ذكر (تبصرون) اكتفاء بذكره في قوله: (أفلا تبصرون) كما يقال في الكلام: أتاكل أم لا، فسكت على الاكتفاء بما قبله من ذكر الأكل، وكذلك يكون إذا قدمت النفي فتقول: ألا تأكل أم تأكل، ثم يكف، ذكر تأكل بعد (أم) اكتفاء بذكره في أول الكلام، فكذلك قوله: أفلا تبصرون أم تبصرون، فكف ذكر (تبصرون) عند (أم) لجري ذكره، وهذا معنى قول مجاهد: أم تام يقف، ثم أنا خير أفلا تبصرون أم قد أبصرتم (?).
وقوله: {أَنَا خَيْرٌ} قال مقاتل: أفضل {مِنْ هَذَا} يعني: موسى {الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} يعني: ضعيف ذليل (?)، وقال الكلبي: ضعيف في بدنه (?)، وقال الليث: رجل مهين صغير ضعيف (?).
وقال الزجاج: معنى مهين قليل، يقال: شيء مهين أي: قليل، وهو