فقلتُ ادْعى وأدعُوْ فإن أندى ... لصوتٍ أن ينادي داعيان
قال: وقوله: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} ظرف لقوله: {فَنَادَوْا} لأنه وقت (?) له. والمعنى: فنادوا حين لا مناص أي: ساعة لا منجا ولا فوت، إلا أنه لما قدم لا وأخر حين اقتضى ذلك الواو، وكما يقتضي الحال إذا جعل ابتداءً وخبرًا مثل قولك: جاءني زيد راكبًا فإذا جعلته مبتدأ وخبرًا اقتضى الواو مثل: جاءني زيد وهو راكب) (?). ومما يشبه هذا النظم قولك: أتيت زيدًا حين لم يطلع الفجر، ثم تقول: أتيت زيدًا والفجر لم يطلع، فارتفع الفجر بدخول الواو؛ لأنه جعل مبتدأ وموضعه نصب على الحال. وهذا الذي ذكره شرح قول قتادة: نادوا القوم على غير حين النداء، وتدل هذه الجملة على أنهم نادوا بالاستغاثة. قال ابن عباس (?) والمفسرون في قوله: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}: ليس بحين بروز ولا فرار ضبط القوم (?).
قال أبو عبيد: المناص مصدر وناص ينوص، وهو المتجاوز الفوت (?).