ولم يذكر بأيش نادوا، والظاهر أنه أراد نادوا بالاستغاثة؛ لأن نداء من نزل به العذاب الاستغاثة، وعلى هذا دل كلام ابن عباس وغيره من المفسرين (?).
وقال آخرون (?): نادوا بالإيمان والتوبة عند معاينة العذاب، وهو معنى قول قتادة (?).
وقال الكلبي (?): كانوا إذا قاتلوا فاضطروا، قال بعضهم لبعض: مناص (?) فلما أتاهم العذاب، قالوا: مناص فقال الله تعالى: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}. وعلى هذا المعنى والتقدير: فنادوا مناص، إلا أنه حذف المنادى، ودل عليه قوله: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} أي: ليس الوقت وقت ما ينادون به، إلا أن هذا القول ضعيف؛ لأن هذا إخبار عن القرون الماضية المهلكة، ويبعد أن يقال: كل القرون كانت عادتهم عند الأضطرار في القتال أن ينادوا مناص. قال صاحب النظم: فنادوا أي: رفعوا أصواتهم، يقال منه: فلان أندى صوتًا من فلان أي: أرفع، ومنه قال الشاعر (?):