الآخرة فاعملوا لها، وما خلفكم من أمر الدنيا فاحذروها ولا تغتروا بما فيها من زهرتها (?).
وقال مجاهد: ما بين أيديكم ما يأتي من الذنوب، وما خلفكم ما مضى منها (?). وذكر أبو إسحاق على القلب من هذا فقال: ما بين أيديكم ومما أسلفتم من ذنوبكم، وما خلفكم وما تعملونه فيما تستقبلون (?).
وقوله: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} قال ابن عباس ومقاتل: لكي ترحموا (?).
وقال أهل المعاني: لتكونوا على رجاء رحمته، وهو قول أبي إسحاق (?).
وذكرنا هذا فيما تقدم أولاً (?)، وجواب إذا محذوف على التقدير: إذا قيل لهم هذا أعرضوا، يدل على هذا المحذوف قوله: {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ} أي: عبرة ودلالة تدل على صدق محمد -صلى الله عليه وسلم- كاشتقاق (?) القمر وغيره من الآيات.
46 - وقوله: {إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} قال الفراء: (هذا جواب لقوله: {وَمَا تَأْتِيهِمْ}. وفيه جواب لقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُم}؛ لأن المعنى: إذا قيل