وقوله {فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}، قال ابن عباس: يريد سبيل الهدى (?). وذكر أبو إسحاق المذهبين فقال: (هذا فيه وجهان: أحدهما: قد جاء في التفسير وهو أن جماعة أرادوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- سوءًا فحال الله بينهم وبين ذلك، فجعلوا بمنزلة من هذه حالة ممن غلت يده وسط (?) طريقه من بين يديه ومن خلفه وجعل على بصره غشاوة، قال: ويجوز أن يكون وَصَفَ إضلالهم أي: أضللناهم فأسكنا أيديهم عن النفقة في سبيل الله والسعي فيما يقرب إلى الله كما قال -عز وجل-: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [البقرة: 7] قال: ودليل هذا القول قوله في أثر هذا.
10 - {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ} الآية أي: من أضله الله هذا الإضلال لم ينفعه الإنذار) (?)، إنما ينفع الإنذار من ذكر في قوله: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ} أي: إنما ينفع إنذارك هذا إلا (?) من منعه الله عن الهدى، فخصه الله بإنذار هؤلاء لما لم ينفع الإنذار من غيرهم موقعه، فصار كأنه لم ينذرهم حيث لم ينفعهم، لذلك قال:
11 - {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ} أي: من استمع القرآن واتبعه. {وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} خاف الله -عز وجل- من حيث لا يراه أحد. {فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ} لذنوبهم. {وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} حسن، وهو الجنة.