التفسير البسيط (صفحة 10710)

وعلى هذا لا يحتاج إلى إضمار؛ لأن المعنى يمنعهما الزوال. وقال أبو عبيدة: في هذه الآية سبيلهما سبيل قوله: {أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30] (?). يعني: أنه ذكر السموات والأرض، ثم أعاد الكناية إليهما كما تعاد إلى الاثنين. قال الأخفش: جعل السموات صنفا كالواحد (?).

وقوله تعالى: {وَلَئِنْ زَالَتَا} قال الفراء: (يعني ولو زالتا، كقوله: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا}، وقوله: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} ولئن ولو، وهما متآخيتان يجابان بجواب واحد) (?).

وقال أبو إسحاق: هذا على وجهين:

أحدهما: أنه أراد زولانهما في القيامة قال الله -عز وجل-: {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} [التكوير: 11] والثاني: أن يقال: إن زالتا وهما لا يزولان. هذا كلامه (?). والمعنى في الوجه الأول أن زوالهما جائز ولان (?) في القيامة، وفي الوجه الثاني قيل: ولئن زالتا، على التقدير: لا أنهما تزولان ما دامت الدنيا.

وقال مقاتل: يعني: ولئن أرسلتهما فزالتا (?)، وأضمر الإرسال.

وقوله تعالى: {إِنْ أَمْسَكَهُمَا} قال أبو عبيدة: أي لا يمسكهما (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015