يسأل ويناظر، ثم يتفكر ويعتبر انتهى كلامه) (?). ومعنى القيام [هاهنا] (?) التجرد والانكماش لطلب الحق، كما يقال: قام فلان بهذا الأمر، إذا تجرد [لكفايته] (?). ونظير هذه الآية في اللفظ والمعنى قوله في سورة الأعراف: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} (?) وقد مر الكلام فيه.
والقراء أيضًا مختلفون في الوقف على قوله: {وَاحِدَةٍ}، وكان نافع يرى الوقف عندها، وغيره لا يرى ذلك. وكذلك قوله ثم تتفكروا، كان أبو حاتم يقول: هو تمام، وهو على المذهب (?) الأول في تفسير الآية (?).
قوله: {بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} قال ابن عباس: يريد بين يدي القيامة (?). وقال مقاتل: بين يدي عذاب شديد في الآخرة (?).
47 - وقوله: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ}، قال أبو إسحاق: (معناه ما سألتكم من أجر على الرسالة التي أؤديها إليكم {فَهُوَ لَكُمْ} وتأويله أي: لست أجر إلى نفسي عرضًا من أعراض الدنيا {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ} أي: أني إنما أطلب ثواب الله بتأدية الرسالة) (?).