بان بقول هؤلاء أن الآية ليست على ظاهرها من حيث أن كل منفق يستحق خلفًا عاجلاً، بل هو للمقتصدين والمتصدقين، ثم قد يكون عاجلًا في الدنيا ويكون مدخرًا في الآخرة، وقد قال مجاهد في هذه الآية: فإن الرزق مقسوم، فلعل رزقه قليل وهو ينفقه نفقة الموسع عليه (?)، وربما أنفق الإنسان ما له في الخير ثم لم يزل عائلا حتى يموت. وهذا يؤكد ما قدمنا.
40 - وقوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا} قال ابن عباس: يريد المشركين (?). وقال مقاتل: يعني الملائكة ومن عبدها (?).
{يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ} معنى هذا الاستفهام كالذي في قوله لعيسى: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي} (?) الآية، وهو استفهام توبيخ للعابدين، فنزهت الملائكة ربها عن الشرك وتبرأوا منهم، وهو قوله:
41 - {قَالُوا سُبْحَانَكَ} تنزيها لك ما أضافوه إليك من الشركاء والمعبودين.
{أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ} قال ابن عباس: ما اتخذناهم عابدين ولا توليناهم، ولسنا نريد غيرك وليا (?). {بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} قال قتادة: