تَسْتَكْثِرُ} [المدثر: 6] نزلت في النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة، نُهي أن يُهدِي هدية فيُهدَى له أفضل منها، وحَرُم ذلك عليه خاصة (?).
وقال السدي: الربا في هذا الموضع: الهدية يهديها الرجل لأخيه، طلبَ المكافأة، فإن ذلك لا يربو عند الله، ولا يؤجر عليه صاحبه. وقال سعيد بن جبير: هذا في الرجل يُعطِي ليثابَ عليه (?). هذا قول المفسرين في هذه الآية.
وشرحها أهل المعاني؛ فقال أبو إسحاق: يعني به: دفعُ الإنسان الشيء ليعوض ما هو أكثر منه، فذلك ليس بحرام، ولكنه لا ثواب فيه؛ لأن الذي يهبه يستدعي به ما هو أكثر منه (?).
وقال أبو علي الفارسي: {مَا} في قوله: {وَمَا آتَيْتُمْ} يحتمل تقديرين؛ يجوز أن تكون للجزاء (?)، ويجوز أن تكون موصولة؛ فإن قدرتها جزاء كانت في موضع نصب بـ: {آتَيْتُمْ} وقوله تعالى: {فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} في موضع جزم بأنه جواب للجزاء، ويقوي هذا الوجه: قوله: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ} ألا ترى أنه لو كان مبتدأً لعاد عليه ذكرٌ، وإن جعلتها موصولة كان موضع {مَا} رفعًا بالابتداء، و {آتَيْتُمْ} صلة، والعائد