ثم قال: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} قال مقاتل والكلبي: يعني كفار مكة (?) {بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ} قال ابن عباس والمفسرون: بالبعث بعد الموت {لَكَافِرُونَ} لا يؤمنون أنه كائن (?).
قال أبو إسحاق: معناه: لكافرون بلقاء ربهم، تقدمت الباء؛ لأنها متصلة بكافرون، وما اتصل بخبر إنَّ جاز أن يُقدم قَبل اللام، ولا يجوز أن تدخل اللام بعد مضي الخبر، كقولك: زيد كافر لباللَّه؛ لأنها تدخل على الابتداء والخبر فتؤكد الجملة، ولا تأتي توكيدًا وقد مضت الجملة (?).
9 - قال مقاتل: ثم خوفهم فقال: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} يعني: الأمم الخالية كان عاقبتهم العذاب في الدنيا (?). والمعنى: أو لم يسافروا في الأرض فينظروا إلى مصارع الأمم قبلهم ويعلموا أنهم أهلكوا بتكذيبهم فيعتبروا. ثم وصفهم فقال:
{كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} أي: أعطاهم من القوة ما لم يعطِ هؤلاء {وَأَثَارُوا الْأَرْضَ} ذكرنا تفسير: الآثار، عند قوله: {تُثِيرُ الْأَرْضَ} [البقرة: 71] (?) قال الفراء: حرثوها (?). وهو قول مجاهد (?).