مكة (?). وهو اختيار الفراء والزجاج (?).
وعلى هذا القول المراد: القرى التي حول مكة، لا البعيدة عنها؛ لأن التي بعدت عنها لا تنتفع ببعث الرسول في مكة. ويكون المعنى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ} يا محمد {مُهْلِكَ الْقُرَى} التي حول مكة بكفرها في زمانك {حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا} وهي مكة {رَسُولًا} أي: يبعثك رسولاً فتنذرهم، ثم بعثه الله إليهم رسولاً. وهذا قول قتادة في تخصيص القرى (?).
وأظهر من هذا القول وأصح: أن القرى على عمومها، والمراد بأمها: أعظمها (?). يقول: ما كان الله ليهلك القرى الكافرة حتى يبعث في أعظمها رسولاً ينذرهم. وخص الأعظم ببعثة الرسول فيها؛ لأن الرسول إنما يبعث إلى الأشراف، وأشراف القوم وملوكهم يسكنون المدائن الكبيرة، والمواضع التي هي أمُّ ما حولها. وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء، وقول الكلبي (?).
قال (?) ابن عباس: {حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا} [يريد: في أهلها،