التفسير البسيط (صفحة 10049)

وقع في يد عدوه الذي فررت به منه، فأنساها عظيم البلاء ما كان من عهد الله إليها. وهذا أيضًا قول مرضيّ.

وقال أبو عبيدة: {فَارِغًا} من الحزن، لعلمها أنه لم يقتل، ولم يغرق (?).

قال ابن قتيبة: وهذا من أعجب التفسير، كيف يكون فؤادها فارغًا من الحزن في وقتها ذاك، والله تعالى يقول: {لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} وهل يربط إلا على قلب الجازع المحزون؟ قال: والعرب تقول للجبان، والخائف: فؤاده هواء. لأنه لا يعي عزمًا, ولا صبرًا، وقد خالفه المفسرون إلى الصواب؛ فقالوا: {فَارِغًا} من كل شيء إلا من أمر موسى؛ كأنها لم تهتم بشيء مما يهتم به الحيُّ إلا أمرَ ولدها. انتهى كلامه (?).

ووجه قول المفسرين ما ذكر؛ وهو: أن قلبها صار فارغًا من الصبر والعزم، وإنما قال المفسرون: إلا (?) من ذكر موسى، لدلالة باقي الآية عليه؛ وهو قوله -عز وجل-: {إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} قال ابن عباس في رواية عطاء: كادت تخبر أن هذا (?) الذي وجدتموه في التابوت هو ابني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015