كان الذي أوتيته وحيًا" (?) فلو كانت إنَّما للحصر لانحصرت آيات النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - ومعجزاته في الوحي، وانتفى غيره بإقرار النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بحصرها في القرآن، فكنَّا نحتاج في إثبات غيره من المعجزات بعد ذلك إلى تعب لأنَّ الخصم يقول لنا: أنتم تثبتون لنبيكم من الآيات ما هو مصرح بنفيه، ومن المعلوم أن من نفى بَينَتَهُ لم تسمع منه بعد ذلك.
أما إذا جعلنا إنَّما للإثبات المؤكَّد لا يلزمنا هذا السؤال، لأنَّا نقول: إنَّما (أ) أراد النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بهذا الكلام إثبات الوحي، لا نفي ما عداه، وقد ثبت له غيره من الآيات ما لا يُحصى، وقوله (ب) عليه الصَّلاة والسلام غير منكر له، فيجب القول بثبوته.
فرع: من قال: إن (إنما) للحصر قال: إن حصرها قد يكون عامًّا نحو {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ} وقد يكون خاصًّا باعتبار أمر خاص نحو {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [سورة النساء: 171] أي: باعتبار إنكار منكري التوحيد (جـ) لا مطلقًا، فإنَّ لله عزَّ وجلَّ صفات كثيرة غير التوحيد (جـ).
وللحصر أدوات وأنواع ذكرت في كتب الأصول.
البحث الثَّاني: قوله: "الأعمال بالنيات" الأعمال مبتدأ وبالنيات