مقدمتان وقد يتركب من أكثر. والبرهان هو الحجة القاطعة أيضًا ولا شَكَّ أن الرسل صلوات الله عليهم جاءوا بالآيات المعجزات (أ) دليلًا على صدقهم فكأَنَّ صدقهم مستفاد من دليل مؤلف من مقدمتين قاطعتين على هذا النظم: الرسل جاءوا بالمعجزات، وكل من جاء بالمعجزات فهو صادق، فالرسل صادقون. أما الأولى فثابتة بالحس فإنَّ النَّاس شاهدوا قلب العصا حَيَّة، وإحياء الموتى، وانشقاق القمر، ونحوها من المعجزات.

وأمَّا الثَّانية فثابتة بالعقل ضرورة (ب) لأنَّ المعجزات خوارق العادات، وخرق العادات لا يقدر عليه إلَّا الله عزَّ وجلَّ، والله عزَّ وجلَّ لا يؤيد به (جـ) كاذبًا، وقد أيَّدَ به هؤلاء الرسل عليهم الصَّلاة والسلام، فليسوا كاذبين، فهم صادقون بالضرورة، فقام الدليل على صدقهم وانتظم البرهان على حَقِّهم. والواضحات التي لا إشكال فيها ولا غُبَار عليها.

قوله: "أحمده على جميع نعمه، وأسأله المزيد من فضله وكرمه، وأشهد أن لا إله إلَّا الله الواحد القهار، الكريم الغفار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله" أعلم أن لنبيَّنَا - صلى الله عليه وسلم - أسماءً كثيرة أفرد لها ابن فارس (?) بشرحها تصنيفًا. ونحن نقيم الدليل على أن أشرفها عبد الله، وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يدع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015