فهو السلام ومنه السلام.
والمكلفون في عرف الشرع هم العقلاء البالغون من الثقلين الجن والإنس وهم المراد هنا.
واختلف في الملائكة هل هم مكلفون أم لا، والتحقيق أنهم مكلفون بالطاعات العملية بدليل: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [سوره التحريم: 6] وهذا (أ) حقيقة التكليف.
أما الإيمان بالتوحيد ونحوه من العقائد فليسوا مكلفين به لأنَّه ظاهر مكشوف لهم فتكليفهم به تحصيل الحاصل.
قوله: "لهدايتهم" أي: باعث الرسل لأجل هداية المكلفين "وبيان شرائع الدين" أبي: موارده التي يرد النَّاس عليها منه. قلت: لو قال لهدايتهم ببيان شرائع الدين لعله كان أجود ليكون ذاكرا للهداية وسببها.
قوله: "بالدلائل القطعيّة وواضحات البراهين". الدلائل جمع دِلالة بكسر الدل وفتحها والمراد بها هاهنا الدليل، وهو في اللغة المرشد إلى المطلوب، وفي اصطلاح الأصوليين ما أمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى علم أو ظن، وهو على ضربين: قاطع وهو ما مقدماته قاطعة نحو كل إنسان جسم، وكل جسم مركب، فكل إنسان مركب، وغير قاطع وهو ما مقدماته غير قاطعة نحو الطمأنينة ركن في الصَّلاة، وكل ركن واجب، أو الوضوء عبادة، وكل عبادة يشترط لها النيَّة. وأقل ما يتركب منه الدليل