قوله: "إنكم تخطئون بالليل والنهار" هذا من باب مقابلة الجمع بالجمع، أي: تصدر منكم الخطيئة (أ) ليلًا ونهارا، من بعضكم ليلا، ومن بعضكم نهارا، وليس (ب) كل عبد من العباد يخطئ بالليل والنهار، مع أنَّه غير ممتنع، فيجوز أن يكون مرادًا.
وقوله في هذا الحديث متكررا: "يا عبادي" متناول للإماء، وهن النساء إجماعا، ولكن بقرينه التكليف. وقد قال الأصوليون: إن الخطاب إما بلفظ يخص الذكور كالرجال، أو يخص الإناث كالنساء فحكمه واضح، أو بلفظ يصلح لهما نحو من، والأناسي فيتناول القبيلين (جـ)، واختلف في نحو المسلمين والمؤمنين هل يتناول النساء أم لا؟ فالأشبه أنَّه لا يتناولهن وضعا، بل بقرينة أو عرف (?).
قوله: "وأنا أغفر الذنوب جميعًا" هو كقوله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الْذُّنُوبَ جَمِيْعًا} [سورة الزمر: 53] وهو عام مخصوص بالشرك وما شاء الله عزَّ وجلَّ أن لا يغفره، لقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
"فاستغفروني" أي: اطلبوا مني المغفرة "أغفر لكم" وجاء في الحديث