فصار كالدابة تجمح براكبها، أو تفر بصاحبها (أ)، فله أن يضربها تأديبًا لها أو زجرا، ويحتمل أن يجعل غضبه على الحجر من باب غلبة الطباع، كما غلب عليه الطبع البشري حتى لَفَّ كُمَّه على يده عند أخذ العصا، وقد ثبت أن موسى كان حديدًا حتى كان إذا غضب خرج شعر جسده من مدرعته كَسَل (?) النخل، ولهذا لما علم بما أحدث قومه من بعده أخذ برأس أخيه ولحيته يجره إليه.

وكذلك يحكى أنه لما خرق الخضر السفينة غضب موسى وأخذ برجل الخضر يجره ليلقيه في البحر حتى ذكره يوشع عهده مع الخضر فخلّاه. والله عزَّ وجلَّ أعلم بالصواب.

وقوله: "فردَّد مرارا" يعني السائل كرَّر السؤال مرارا يقول: أوصني يا رسول الله لأنه لم يقنع بقوله: "لا تغضب" فطلب وصيَّةً أنفع وأبلغ منها فلم يزده النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها لعلمه بعموم نفعها، ونبه السائل على ذلك بتكرارها وصار هذا (ب) كما قال له العباس علمني دعاء أدعو به يا رسول الله فقال: "سل الله العافية" فعاوده العباس مرارا، فقال له: "يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة، فإنك إذا أعطيت العافية أعطيت كل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015