والنبي - صلى الله عليه وسلم - صادق فيما أخبر به، مصدوق فيما أخبر لأن جبريل مخبره، وعكسه ابن صياد حين قال: يأتيني صادق وكاذب، وأرى عرشا على الماء فقال: "خُلِّط عليه الأمر" (?) فهو إذًا كاذب مكذوب (?).
ومنه قوله: "يجمع خلقه في بطن أمه" أي: مادة خلقه، وهو الماء الذي يخلق (أ) منه. و "يجمع" أي: يضم ويحفظ.
ومنه العلقة قطعة دم، والمضغة قطعة لحم قدر ما يمضغ.
ومنه الروح وهو المعنى الذي يحيى به الإنسان، وهو من أمر الله عزَّ وجلَّ كما أخبر، وللناس في تحقيقه خلاف كثير، ولفظه مشترك بين عدة معانٍ.
ومنه الرزق وهو ما يتناوله الإنسان في إقامة بدنه من مأكول ومشروب وملبوس وغيره. والأجل مدة الحياة.
وأما معناه ففيه أبحاث:
الأول: قوله: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه" إلى قوله: "ثم يرسل الملك" هو راجع إلى قوله عزَّ وجلَّ {هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة} [سورة غافر: 67] وأيضًا {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين} [سورة المؤمنون: 12] الآية ونحوها.