وأما اليوم الآخر فأوله من ساعة الموت إلى المحشر، ثم إلى الأبد إما في نعيم مخلد -جعلنا الله وإياكم من أهله- وإما في عذاب شديد (أ) -أعاذنا الله عزَّ وجلَّ وإياكم منه، فيجب الإيمان بما بينَ الموت إلى دخول إحدى الدارين فما بعد ذلك مما صحَّت به نصوص الشرع، إذ لا طريق إلى معرفة ذلك إلا خبر الشرع المعصوم، وهي كثيرة موجودة في كتاب البعث والنشور (?) للبيهقي، وفي العاقبة لعبد الحق (?)، وفي غيرهما من كتب السنة، وفي القرآن العظيم أكثرها؛ بل جميعها، لكن على طريق الإجمال في بعضها.
وأما القدر: فقد سبق معنى الإيمان به في ذكر أفعاله عزَّ وجلَّ.
وظاهر هذا الحديث أن القدرية يكفرون بإنكار القدر لأنه عليه الصلاة والسلام جعل الإيمان به من جملة أركان الدين التي لا يتم بدونها، ويشهد لهذا قول ابن عمر: أخبرهم: يعني القدرية أني منهم برئ، ولولا أنه علم كفرهم من السنة لما تبرأ منهم، وقوله عليه الصلاة والسلام: "القدرية