السلف، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث جبريل حجة عليهم في أن الإيمان هو التصديق المجرد.
فإن قيل: قوله عليه الصلاة والسلام: "الإيمان بضع وسبعون شعبة" يقتضي أن أعمال الجوارح من الإيمان فلم لا يجعل هذا زيادة على مقتضى حديث جبريل فيعمل به (أ)، ويكون الإيمان هو التصديق مع الأعمال عملا بالحديثين؟
قلنا (ب): لأن حديث جبريل محل تعليم وبيان بحضرة رسولي السماء والأرض ومعصومي الملائكة والبشر (?)، فلو كان الإيمان زيادة على التصديق لما أخر بيانه عن وقت الحاجة.
وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن جبريل علمهم دينهم ومقتضاه أنه علمهم دينهم كاملًا، فلو كان مع ذلك قد أخل بجزء الإيمان ولم يبينه لم يكن قد علمهم دينهم كاملًا هذا خلف، فثبت أن الإيمان هو التصديق، وهو مذهب أبي حنيفة وجماعة من العلماء (?)، نعم يتفاضل الناس في آثار الإيمان وهي الأعمال.
البحث الثالث عشر: أنه - عليه السلام - ذكر أجزاء الدين ثلاثة:
أحدها: الإسلام وهو الشهادتان والعبادات الخمس وتفصيلها التام في