إنك إذا فصلت بين (إنَّ) و (أنَّ) فلم تَلِ إحداهما الأخرى لفظًا، فجاز أن تعمل فيها، كقول الله عز وجل: (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى، وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى).

فمن فتح (أنك لا تظمأ) أعمل فيها (أنَّ) المبتدأة.

قال: ولا يوصف به شيء غيره، مما يكون من سببه ويَلتبس به.

قال أبو علي: قوله: لا يوصف يعني لا يرتفع.

قال: وأما رُبَّ رجل وأخيه مُنطلقين ففيها قُبحٌ، حتى يقول: وأخٌ له.

قلت: لو كان قوله: (وأخيه) معرفة محضة لكان (منطلقين) منصوبًا إذا كانا في كلامٍ تامٍّ، فأما رُبَّ رجل وأخيه منطلقين، فتقديره: رُبَّ رجل وأخيه منطلقين قد رأيتُ.

قُلت: واتّصال هذه المسألة بما قبلها أن الاسم الثاني قد اتبع فيه الأول وإن كان بتوسُّط حرف.

قال: ولو قال:

(و) أيُّ متى هيجاءَ أنتَ وجارِها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015