قال: وتقول: هو خامِسُ أرْبَعٍ إذا أرَدْتَ أنّه صيَّر أربعَ نسوةٍ خمسةً، ولا تكادُ العرب تكلَّمُ به كما ذكرت لك، وعلى هذا تقول: (رابعُ ثلاثةَ عَشَرَ)، كما قلت: خامِسُ أرْبَعَةَ {عَشَرَ}.

قال أبو علي: من قال: (هذا رابع ثلاثةٍ)، فإنه لا يجوز له أن يقول: هذا رابعُ ثلاثةَ عَشَرَ، لأن (فاعل) من أربعة عشر لا يُبْنى كما بُني من خمسة حين قلت: خامسُ، ومن قال: (خامِسُ أربعةٍ) أراد أنه خمَّس أربعة، فاشتق من (خمسة) فعلاً، ولا يجوز على هذا أن يشتق من أربَعَة عَشَرَ فعلاً فيكون له فاعل كما جاز أن يشتق من خامس وما أشبهه، خمَّستُ وربَّعتُ، ولا يجوز أن يُتَكلَّم بأربعةَ عَشَرَ وما أشبهه إلا على قول من قال: ثالثُ ثلاثةٍ دون من قال: ثالثُ اثنين، تقول على الحذف: ثالثُ ثلاثةَ عَشَر، وعلى الإتمام ثالثُ عَشَرَ ثلاثةَ عَشَر، لأن معناه: أحدُ ثلاثةَ عَشَرَ، ولا يريد أن يشتق فاعلا من ثلاثةَ عَشَرَ، لأنه لا يمكن كما يشتق ضاربًا من ضربَ، وخامسًا من خمس.

قال أبو الحسن: ومن قال: خامسُ خمسة عشر لم يجز له أيضًا أن يقول: خامس أربعة عشر، لأن خامس هنا محذوف، إنما أردت خامس عشر خمسة عَشَرَ، فحذفت كما تحذف بعض الكلام لدلالة بعض ما يبقى منه عليه، فكما لا يجوز هذا في الإتمام، كذلك لا يجوز في الحذف، إذ المراد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015