(ب) وهذا أحد الأركان الستة للإيمان، فمن لم يؤمن به ومات على ذلك فهو متوعد بالنار، كما في سنن أبي داود وغيره عن عبادة بن الصامت أنه أوصى ابنه عند الاحتضار بالإيمان بالقدر، ثم قال: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، يا بني إنك إن مت على غير ذلك دخلت النار.
(ج) قوله: (الفعال لما يريد) . بيان لكمال تصرفه، وأنه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، ولا يخرج عن إرادته شيء، ولا يستعصي على تدبيره أمر.
(د) والمشيئة والإرادة هنا بمعنى واحد، أي: لا يحدث في الوجود حركة ولا سكون إلا بعد أن يريده الله إرادة خلق وتقدير، فلا أحد من الخلق يقدر على أن يتغلب على الله، ويخرج عن مشيئته.
(هـ) وهكذا معنى تقديره وتدبيره، أي: لا يستطيع أحد الخروج عما قدره الله عليه، وكل ما حدث أو سيحدث من قول أو فعل فقد علمه الله، وقدر حدوثه، فلم يصدر إلا بعد تدبيره وتكوينه.
(و) (ولا محيد) أي: لا مفر ولا محيص لأحد عن المقدَّر، المكتوب عليه قبل أن يخلق الله السماوات والأرض فلا يتعدى ما جرى به القلم في أم الكتاب.