ينظرون إلى ربهم في دار كرامته.
قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} الحسنى هي الجنة، والزيادة هي النظر إلى وجه الله عز وجل، وهذا قول أبي بكر الصديق وغيره من السلف والخلف.
قال ابن جرير: إن الله تبارك وتعالى وعد المحسنين من عباده على إحسانهم الحسنى أن يجزيهم على طاعتهم إياه الجنَّة، وأن يبيِّض وجوههم، ووعدهم مع الحسنى الزيادة عليها، ومن الزيادة على إدخالهم الجنة أن يكرمهم بالنظر إليه، وأن يعطيهم غُرفاً من لآلئ، وأن يزيدهم غفراناً ورضواناً، كل ذلك من زيادات عطاءِ اللهِ إياهم على الحسنى التي جعلها الله لأهل جناته.
قوله تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} قال ابن جرير: وقوله: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا} يقول: لهؤلاء المتقين ما يُريدون في هذه الجنة التي أُزلفت لهم من كل ما تشتهيه نفوسهم وتلذُّه أعينهم، وقوله: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} يقول: وعندنا لهم
..........................................................................
على ما أعطيناهم من هذه الكرامة التي وصف جلَّ ثناؤه صفتها مزيدٌ يزيدهم إيَّاه، وقيل إن ذلك المزيد النظر إلى الله جل ثناؤه.
ذكرُ من قال ذلك: حدثنا أحمد بن سهيل الواسطي قال: حدثنا قرة بن عيسى قال: حدثنا النضر بن عربي عن جده عن أنس: " إن الله عز وجل