قلت: وما فسروه من ضم اليد إلى الصدر يدل على أن الجيب موضعه الصدر، وقد مضى في سورة النور بيانه، قال الزمخشري: ومن بدع التفاسير أن الرهب الكم بلغة حمير، وأنهم يقولون: أعطني مما في رهبك، وليت شعري كيف صحته في اللغة، وهل سمع من الأسلاف الثقات الذين تترضى عربيتهم ثم ليت شعري كيف موقعه في الآية؟ وكيف تطبيقه المفصل كسائر كلمات التنزيل على أن موسى صلوات الله عليه ما كان عليه ليلة المناجاة إلا زرمانقة من صوف لا كمين لها.
قال القشيري: وقوله: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ} [(32) سورة القصص].
هو يطالب ما يثبت أن الرهب الكم، ويأتي بلباس يدعيه على موسى في تلك الليلة، لكن عليه أن يثبت أيضاً، عليه أن يثبت بما يثبت به مثل هذا.
قال القشيري:
طالب:. . . . . . . . .
لا، هو الإشكال الذي أوقعهم أنهم، إشكال المبتدعة، أنهم ابتدعوا قبل أن يعرفوا النصوص، ثم لما وردت عليهم النصوص أولولها وحرفوها على مقتضى بدعهم، فبدعهم هي التي سيرت النصوص لا العكس، يعني لو تعلموا القرآن قبل معرفة هذه البدع وقبل الوقوع فيها، ما وقعوا فيها.
قال القشيري: وقوله: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ} [(32) سورة القصص]، يريد اليدين، إن قلنا أراد الأمن من فزع الثعبان، وقيل: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ} أي شمر واستعد لتحمل أعباء الرسالة، قلت: فعلى هذا قيل: {إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ} أي من المرسلين، لقوله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} [(10) سورة النمل]، قال ابن بحر، فصار على هذا التأويل رسولاً بهذا القول، وقيل إنما صار رسولاً بقوله: {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ} [(32) سورة القصص].
من ابن بحر؟ هاه.
من هو؟ معروف ابن بحر.
وقيل إنما صار رسولاً بقوله: {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ} [(32) سورة القصص]، والبرهان اليد والعصا. وقرأ ابن كثير بتشديد النون وخففها الباقون.