الشيخ: والسنة الثابتة من حديث أبي هريرة وحديث عبد الله بن عمر يدل، والأصل أن يقول: تدل على أنهما نفختان لا ثلاث؛ لأنه لو أراد الاستئناف لقال: ويدل على أنهما نفختان لا ثلاث، ما خرجه مسلم.
طالب:. . . . . . . . .
لا، لو كانت الواو استئنافية ويدل على أنهما نفختان لا ثلاث، ما خرجه مسلم، يدل ما خرجه، لكن هو راجع على السنة السابقة.
قارئ المتن: إذن ابن عمرو؟
الشيخ: إيه ابن عمرو.
والسنة الثابتة من حديث أبي هريرة وحديث عبد الله بن عمرو يدل على أنهما نفختان لا ثلاث. خرجهما مسلم، وقد ذكرناهما في كتاب التذكرة وهو الصحيح إن شاء الله تعالى أنهما نفختان: قال الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ} [(68) سورة الزمر]. فاستثنى هنا كما استثنى في نفخة الفزع، فدل على أنهما واحدة، وقد روى ابن المبارك عن الحسن قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((بين النفختين أربعون سنة، الأولى يميت الله بها كل حي، والأخرى: يحي الله بها كل ميت)) فإن قيل فإنه قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ* تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} [(6 - 7) سورة النازعات]،. إلى أن قال: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} [(13) سورة النازعات]. وهذا يقتضي بظاهره أنها ثلاث، قيل له: ليس كذلك، وإنما المراد بالزجرة النفخة الثانية، التي يكون عنها خروج الخلق من قبورهم، كذلك قال ابن عباسٍ ومجاهد وعطاءٍ وابن زيدٍ وغيرهم.
قال مجاهد: هما صيحتان أما الأولى فتميت كل شيءٍ بإذن الله، وأما الأخرى فتحيي كل شيءٍ بإذن الله، وقال عطاء: الراجفة القيامة، والرادفة: البعث، وقال ابن زيد: الراجفة: الموت، والرادفة: الساعة، والله أعلم.