-يعني تعليل خروجها وصنيعها أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون. هذه العلة، على قراءة فتح الهمزة - وقال أبو عبيدة: موضعها نصب بوقوف الفعل عليها أي تخبرهم أن الناس وقرأ الكسائي والفراء (إن).
فالمخبر به (إن الناس) يكون الموضعين موضع المفعول.
وقرأ الكسائي والفراء: (إن الناس) بالكسر على الاستئناف، وقال الأخفش هي بمعنى تقول: (إن الناس) يعني.
ومقول القول تكسر فيه همزة (إن).
هي بمعنى تقول (إن الناس) يعني الكفار بآياتنا لا يوقنون، يعني بالقرآن وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وذلك حين لا يقبل الله من كافرٍ إيماناً، ولم يبق إلا مؤمنون وكافرون في علم الله قبل خروجها، والله أعلم.
قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا} [(83) سورة النمل]. أي زمرة وجماعة، يعني بالقرآن وبأعلامنا الدالة على الحق، فهم يوزعون: أي يدفعون ويساقون إلى موضع الحساب، قال الشمّاخ:
وكم وزعنا من خميسٍ جحفل ... وكم حبونا من رئيس مسحل
الوزع: هو الدفع، ((إن الله ليوزع بالسلطان)) يعني يدفع به من الشرور ويدفع به من الشرور والآفات والفتن ما لا يدفع ولا يزع بالقرآن، فالوزع معناه هنا الدفع.
وقال قتادة: يوزعون أي يرد أولهم على آخرهم، حتى إذا جاؤوا قال: -أي قال الله-: أكذبتم بآياتي التي أنزلتها على رسلي، وبالآيات التي أقمتها دلالةً على توحيدي، ولم تحيطوا بها علما: أي ببطلانها حتى تعرضوا عنها، بل كذبتم جاهلين غير مستدلين.
يعني من غير نظر ولا تأمل، أنكروها وردوها قبل أن ينظروا فيها.
أمّا كنتم تعملون، تقريع وتوبيخ أي ماذا كنتم تعملون حين لم تبحثوا عنها ولم تتفكروا ما فيها.
ووقع القول عليهم بما ظلموا: أي وجب العذاب عليهم بظلمهم، أي بشركهم، فهم لا ينطقون: أي ليس لهم عذر ولا حجة، وقيل: يختم على أفواههم فلا ينطقون، قاله أكثر المفسرين.
المنة في خلق الليل والنهار: